الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة علـــى خطــا القدمـاء، هـؤلاء خطُّـو أسمــاءهــم فـي تاريـخ القيـروان...

نشر في  26 جوان 2018  (12:17)

مرت القيروان سابقا و منذ تأسيسها سنة 50 هجري من قبل الفاتح الاسلامي عقبة ابن نافع الفهري بفترات زاهرة، ازدهرت فيها العلوم و الثقافة و برزت خلالها أسماء كتبت بأحرف من ذهب لعل من أبرزهم الناقد ابن رشيق، الأديب ابن شرف، عالم الطب ابن الجزار، الشاعر ابن القزاز، والرياضي أبو اليسر إبراهيم الشيباني وغيرهم كثر. و بمرور الزمن والأحداث استمر وجود القيروان كمنارة للعلم والمعرفة واستمر انتاجها لشخصيات نحتت أسماءها بأحرف من ذهب ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه.
و هنا سنحاول عرض بعض الشخصيات القيروانية المعاصرة التي قدمت الاضافة سواء ثقافيا أو علميا أو دينيا و نجحت في تخليد أسماءئها.

الشـــــيــخ عبد الرحمان خليف

هو العالم الجليل منارة عصره و زهرة بلده الشيخ عبد الرحمان بن علي بن محمد العربي خليف القيرواني. ولد يوم27 ماي 1917. نشأ في أسرة متواضعة. دخل الكتاب وحفظ القرآن كاملا في ثلاث سنوات ما كان له الأثر الطيب في تكوينه فنبغ بتفوقه.كانت له المبادرة بإنشاء معهد للطلبة خارج الجامع الكبير(جامع عقبة)
بداية الشيخ عبد الرحمان كانت بالخطابة في أحد جوامع تونس كخطيب نائب وذلك ارتجالا حين تغيب الإمام، سمِّي خطيبا بجامع عقبة بالقيروان سنة 1955 فكان كتلة من النشاط.
وفي أواخر التسعينات بدأ المرض يفل من قواه. فكانت آخر دروسه في صيف 2005 حول فقه الصيام وذلك قبل حلول رمضان.
تخرجت على يدي الشيخ الجليل أجيال عديدة لا تحصى من الشخصيات الوطنية التي بلغت شأنا كبيرا، توفي رحمه الله يوم19 فيفري 2006 ودفن صباح الاثنين 20 فيفري. ولم تشهد القيروان جنازة مماثلة لجنازته حيث قدرت الجموع المشيعة بحوالي ثلاثين ألفا.

جعفر ماجد

شاعر وباحث وأستاذ جامعي تونسي ولد بالقيروان سنة 1940 وتوفي يوم 14 ديسمبر 2009. بدأ دراسته بحفظ القرآن الكريم، ثم واصل تعليمه بالمدرسة العربية الفرنسية، وبدار المعلمين، ثم بدار المعلمين العليا،حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة1963، ثم تابع دراسته العليا في باريس بجامعة السوربون وحصل على دبلوم الدراسات العليا عام 1964، و شهادة التبريز في العربية عام 1965، أعقبها حصوله على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية عام1977 بأطروحة حول الصحافة الأدبية في تونس منذ نشأتها إلى حلول الاستقلال.
عمل ماجد أستاذاً بكلية الآداب بجامعة تونس، كما عرفته الإذاعة التونسية كواحد من ابرز نجومها حيث حظيت بحضوره الدائم من خلال إنتاجه لعدة برامج ثقافية وفكرية بالإذاعة التونسية، وساهم في تأسيس اتحاد الكتاب التونسيين كما كان له الفضل في تطوير الأغنية التونسية فكتب لعدد من كبار المطربين والمطربات.
كرّم جعفر ماجد من رئاسة الجمهورية التونسية حيث حصل على الجائزة التقديرية للآداب، والصنف الأكبر من وسام الاستحقاق الوطني في قطاع الثقافة والجائزة التقديرية في ميدان الآداب والعلوم الإنسانية، كما حظي بالتكريم من قبل عدة جمعيات ثقافية ومنظمات أدبية.
صدرت له عدة مجموعات شعرية هي «نجوم على الطريق» و«غدا تطلع الشمس» و«الأفكار» و«تعب». كما أصدر العديد من الكتب نذكر منها «فصول في الأدب والثقافة» و«المعاني والمغاني» و«محمد النبي الإنسان» و«المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس» و«الرسائل» و«القيروان في قلوب الشعراء» و«أنطولوجيا قيروانية من البداية إلى اليوم».

عبد الجليل التميمي

ولد بالقيروان في 21 جويلية 1938، أستاذ جامعي ومؤرخ، درس بالقيروان ثم التحق بالتعليم الثانوي الزيتوني بتونس العاصمة ثم توجه إلى العراق لمواصلة دراسته الجامعية حيث أحرز على الإجازة في التاريخ، ثم اتجه إلى فرنسا ليحرز عام1972 على دكتوراه الدولة في التاريخ الحديث.
اشتغل في البداية بمؤسسة الأرشيف العام للحكومة التونسية ثم التحق للتدريس بالآداب والعلوم الإنسانية بتونس منذ عام 1972، وقد كان من الذين عملوا على تعريب تدريس مادة التاريخ بالجامعة التونسية لما يهم التاريخ العربي الإسلامي.
في سنة 1982 عيّن مديرا لمؤسسة جامعية ناشئة آنذاك هي المعهد الأعلى. شارك الأستاذ التميمي في بعث الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف عام1974، و كان مؤسسا للجنة العربية للدراسات العثمانية وللجنة العالمية للدراسات الموريسكية الأندلسية. كان من مؤسسي الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات وقد تولى رئاسته أكثر من مرة.
نشر التميمي34 كتابا اهتمت أساسا بالتاريخ المغاربي العربي والموريسكي والعثماني، كما أن له في رصيده أربعة رسائل دكتوراه عربها عن اللغتين التركية والفرنسية ويشرف حاليا على مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات.

الصـــادق ثــريـــــــا

ولد الصادق ثريا في 4 مارس 1920 بالقيروان في أسرة فنية فكان مولعا بالغناء منذ الصغر. كتب له أولى أغنياته علي الدوعاجي وعبد الرزاق كرباكة والهادي العبيدي ومحمود بورقيبة. وفي بداية الأربعينات اشتغل مع مجموعة من نجوم الغناء أمثال محمد التريكي وحسيبة رشدي وشافية رشدي وفتحية خيري وعمل بالاذاعة التونسية منذ تأسيسها. سنة 1952، سافر إلى فرنسا وتعرف إلى مجموعة من الفنانين الجزائريّين و المغاربة، وكان له الفضل في تكوين الفنانة وردة الجزائرية.
في سنة 1958، تحوّل إلى المغرب وتولّى تدريب الفرقة المغربيّة على الكثير من الموشحات. و من أبرز أفراد الفرقة آنذاك عبد الوهاب الدوكالي وعبد الهادي بالخياط. توفي الصادق ثريا في12 ديسمبر 2003 عن سن تناهز 83 سنة كانت زاخرة بالعطاء و الإبداع الفني خدمة لإشعاع الأغنية التونسية.
عشرات و مئات الأسماء القيروانية لم يتسع المجال لذكرها هي الأخرى لها اسهاماتها وابداعاتها المختلفة التي خلدتها والتي سيُدوّنها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز.

بشيـــــر السالـمي

من مواليد 22 جانفي 1955 بالقيروان، هو من خيرة ما أنجبت الساحة الفنية من عازفين على آلة «الكمنجة»، ويعتبر أحد الركائز الأساسية للفرقة الموسيقية التابعة للاذاعة الوطنية.
تجربة تمتد على عشرات السنين، خاض خلالها عديد التجارب الموسيقية، وتمكن بفضلها من نحت اسمه في ذاكرة التاريخ الموسيقي التونسي.
بدايته مع الموسيقى انطلقت و هو في سن العاشرة بعد أن تحصل على شهادة السيزيام والتحق بالتعليم الثانوي انضم إلى نادي الموسيقى بالقيروان.كان أول ظهور له في التلفزة سنة 1974 حيث كانت له مشاركة في برنامج «نجوم الغد» الذي كان يشرف عليه المرحوم علي السريتي و الذي كان يشرف أيضا على القسم الموسيقي بالاذاعة والتي تم من خلالها انضمام السالمي للفرقة الموسيقية التابعة للإذاعة بعد اقتراح من السريتي.

إعداد: حمزة الدرعي